(وَلَقَدْ عَفَا اللهُ
عَنْهُمْ) أي إنّ ما صدر منهم من الذنوب فى هذا اليوم يستحق أن
يعاقبوا عليه فى الدنيا والآخرة ، لكن الله عفا عن عقوبتهم الأخروية ، وجعل
عقوبتهم فى الدنيا تربية وتمحيصا.
وفى هذا دفع
لاستيلاء اليأس على نفوسهم ، وتحسين لظنونهم.
(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ
حَلِيمٌ) أي إن الله يغفر الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها بعد
التوبة والاعتذار ، حليم لا يعاجل بالعقوبة على الذنب.
وقد جاءت هذه
الجملة كالسبب للعفو عن هؤلاء المتولين وقد كانوا أكثر المقاتلين ، فإنه لم يبق مع
النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا ثلاثة عشر رجلا ، خمسة من المهاجرين وباقيهم
من الأنصار ، وقد بالغ بعض المنهزمين فى الفرار حتى إن بعضهم لم يرجعوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ثلاثة أيام ، فقال لهم لقد ذهبتم بها عريضة ،
وبعضهم رجع فى ذلك اليوم واجتمعوا على الجبل كعمر بن الخطاب رضي الله عنه.